بسم الله الرحمن الرحيم.. قال تعالى : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)} [الأنبياء : 73].
وجاء في المصباح المنير: \"و(الإِمَامُ): الخليفة، و(الإِمَامُ): العالم المقتدى به، و(الإِمَامُ): الذى يؤتم به في الصلاة\".
ويقول تعالى : (واجعلنا للمتقين إماماً) قال ابن عباس والحسن والسدي وقتادة والربيع بن أنس: أئمة يقتدى بنا في الخير.
وقال غيرهم: هداة مهتدين، دعاة إلى الخير؛ فأحبوا أن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أولادهم وذرياتهم، وأن يكون هداهم متعدياً إلى غيرهم بالنفع، وذلك أكثر ثواباً، وأحسن مآباً .
كن إماما في حالك مع الله:
بأن تجعل عهدك به : الله غايتى .. و لن يسبقنى الى الله أحد .. وأن تجعل المنحى الايمانى والتعبدى لله وبالله هو أصل حياتك مع الله .. وان تؤمن بأنك ستبعث فردا وستحاسب فردا لن يكون معك أما ولا أبا و لازوجا ولا ولدا ولا معلما ولا محبا.
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمريء منهم يومئذ شأن يغنيه , وأنك مطالب بأن تكون عبدا ربانيا رحمانيا , بالله تستعين ’ والى الله تلتجأ , وبه تتحصن , وعنه لاتستغنى ’ وبحوله وقوته تسير وتسعى ’ ولمرضاته تنهض وتصبو , ولجنته ورضاه تتمنى وتتأمل وتعمل وتخلص , ولرؤيته والتمتع بالنظر الى وجهه الكريم تسبح وتعلو وترجو وتتأمل وتجعلها غاية الغايات.
كن إماما في حالك مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم :
بأن تجعل عهدك به : الرسول قدوتى , به أسترشد واجعله لى القائد والمرشد ,وبسنته أهتدى , ولطريقه أسلك وألتزم , وعلى سننه أواظب وأقتدى , وبأخلاقه أتجمل وأحتذى , ولآل بيته وزوجاته وعشيرته أتحبب وبآثارهم أقتفى , ولصحابته من بعده كل المودة والحب والتقدير .على خطاهم أسير وبنجمهم أهتدى.
كن إماما في حبك للصلاة:
بأن أنهض اليها فورا متى سمعت النداء ومهما تكن الظروف , لها أرتاح وبها أصون نفسى وأرتقى , فنعم صلاتى التى فيها كرامتى وعزتى وبها أنال من الجليل كل كرم وبها أصعد وأعتلى .
كن إماما في مجتمعك وفى أخلاقك:
بأن تنظر الى سيد الخلق محمدا الذى أثنى ربه عليه فى القرآن بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم , ثناء ومدح من رب عظيم لنبى عظيم ذو خلق عظيم ..فالله الله فى أخلاقك زدها سموا ورفعة وجمالا وذوقا , واخفض الصوت وأنشر البسمة وكن بالجانب لينا ومحببا وبالناس رؤوفا وعليهم مترحما .
كن إماما عند خروجك من البيت:
بذكرك دعاء الخروج الوارد عن سيد الأمة صلى الله عليه وسلم لتتحصن من الشيطان وليُقال لك هديت وكفيت وتنحى عنك الشيطان .. لاتؤذى الناس فى الطريق .. واعط الطريق حقه ..
وكن من الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .. وأمط الأذى وألق السلام وكن سمحا اذا اشتريت سمحا اذا بعت سمحا اذا اقتضيت ... ولاتنسى أن تكون متوضأً دائما قبل خروجك سنة عن نبيك وحبيبك.
كن إماما في وظيفتك:
لاتأكل من حرام .. لا ترتشى .. لاتسرق .. كن أمينا .. كن قدوة فى مجال عملك ..كن محبوبا من زملائك ... محترما لمدرائك .. رحيما بهم وعليهم ..
ماهرا فى أداء تخصصك فى مجال عملك ووظيفتك من باب ان الله قد كتب الاحسان على كل شيء ومن باب ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه .. ومن باب وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
كن إماما في بيتك:
سمّ الله عند دخولك .. وعند طعامك وشرابك .. وخلعك وارتدائك الملابس ..ودخولك الخلاء والخروج منه .. ونظرك فى المرآة .. وقل المأثور عن نبيك فى كل ذلك .
وكن مع الأهل كريما بأخلاقك وكرمك فلايسمعون منك إلا الخير .. ولايجدون منك الا الخير .شاورهم وتحبب اليهم فما خاب من استشار وماندم من استخار .. عاملهم بالاحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا .. لاتكن جبروتا وكن لينا هينا فالرفق ماكان فى شيء الا زانه ومانزع من شيء الا شانه .
وكن لهم بالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا ولكل خير داعيا ومربيا .. مستشعرا دوما قول ربك : قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )6 التحريم
كن إماما مع جيرانك:
لاتؤذيهم فتدخل النار ... تحبب اليهم .. تبشش فى وجوهم .. ألق السلام عليهم .. خذ بنواصيهم الى البر والتقوى ما استطعت لذلك سبيلا ... لا تتجسس عليهم .. لا تنظر الى قعر دارهم . لاتنسى تعليمات نبيك الحبيب محمد : والله لايؤمن .. من لايأمن جاره بوائقه .. أى متاعبه ومشاكله .
كن إماما في تعاملك مع القرآن:
بأن تجعل عهدك به : القرآن دستورى ومنهج حياتى .. و اجعل لك منه وردا كل يوم لايقل عن جزء .. وإقرأ القرآن أو طالع أو استمع ولا تترك جزءا من وقتك دون فائدة .
كن إماما في تحصين بيتك:
بأن تقرأ سورة البقرة أو تقوم بتشغيلها على شريط كاسيت .. فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة أى السحرة ... ونظفه من الصور والتماثيل وما يغضب الرب الجليل .
كن إماما في حال صحتك وقوتك:
بأن تحمد الله كثيرا وتشكره على أن منحك موفور الصحة والعافية ولم يسلبك إياها ..
وان تنظر دائما الى المرضى والمعاقين والمبتلين والمهمومين نظرة تمنحك الرضا والقناعة والشكر وأن الله لطيف بك ... فلا تستعمل قوتك وصحتك الا فى الطاعات وفى أجمل مايطلبه ربك منك من الأعمال الصالحات .
كن إماما في حال مرضك:
بأن تؤمن بأن الله ابتلاك لأنه يحبك.. وان أكثر الناس بلاءا هم الانبياء والصالحين ثم الأمثل فالأمثل .. وأن المرء يبتلى على قدر دينه .. وأنه سيأتى أهل العافية يوم القيامة عندما يرون المبتلون فى نعيم مقيم وأجر عظيم حتى ليتمنى أهل العافية وقتها أن لو كانت أجسادهم قد قرضت بالمقارض ...
وان تؤمن أنه مامن بلاء الا وجعل الله له الدواء وأنك مطالب بالسعى نحو العلاج والتداوى عبادة لله وتقربا اليه فالمؤمن القوى أحب عند الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير ...
اللهم اجعلنا أئمة فى كل ميدان واجعلنا للمتقين إماما
الكاتب: نبيل جلهوم
المصدر: منتديات نسمات الفن